و.م.أ
قال وزير الشباب والرياضة السيد لحسن السكوري ، اليوم السبت ببني ملال، إن إصلاح المنظومة الرياضية لا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، على اعتبار أنه مشروع مجتمعي متجدد منخرط في المدى البعيد وشديد الارتباط بإطلاق مشاريع موازية.
وأوضح السكوري ، في كلمة خلال افتتاح المنتدى الوطني الأول الذي تنظمه كلية العلوم والتقنيات التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال بشراكة مع المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة ومختبر البيولوجيا حول موضوع ” من أجل مقاربة علمية للتدريب الرياضي” ، أن هذه المشاريع الموازية تمكن من التوفر على رؤية واضحة ومتقاسمة ، وأفق طموح لمستقبل الرياضة الوطنية ، وإمكانيات مادية وبشرية مؤهلة على شتى الأصعدة ، ومنشآت رياضية تستجيب لحاجيات متنوعة رياضيا وجغرافيا.
وأضاف في هذه الكلمة ، التي تلاها نيابة عنه مدير المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة عبد الرزاق العكاري ، أن المعطيات والتحليلات الموضوعية تبرز أن الرياضة المغربية تواجه مجموعة من الإكراهات والتحديات والتي تستدعي ضرورة امتصاص الخصاص الحاصل في المنشآت الرياضية ، وتعميم الأنشطة الرياضية في كل أنحاء المملكة وخصوصا في العالم القروي ، وتنويع موارد تمويل الحركة الرياضية وعدم الاقتصار فقط على ميزانية الدولة ، ووضع برنامج إعداد الرياضيين للاستحقاقات الرياضية الدولية .
وأكد أن هذه التحديات تستدعي أيضا تكوين الأطر التقنية والإدارية والطبية وتأهيلها، والتفكير في إيجاد الحلول العملية الناجعة لضمان الاستقرار الاجتماعي والنفسي والمهني للرياضيين بعد الخروج المبكر من الساحة الرياضية ، مشددا على أن هناك وعيا متناميا بوجود علاقة جدلية بين تواضع وتذبذب مستوى الرياضة الوطنية سواء على مستوى قاعدة الممارسين أو التألق قاريا ودوليا وضعف آليات الحكامة.
وبعد تأكيده على أهمية الرياضة في الرقي بالأفراد والمجتمعات ، أشار إلى أن الارتفاع المضطرد في التنافسية بين الدول رياضيا وولوج عالم الاحتراف وحقوق النقل التلفزي أدى إلى تطور وتعقد طرق التدريب باعتمادها المركز على أحدث التقنيات . كما أبرز أن النتائج الجيدة التي تحقق رياضيا يكون من ورائها فرق متخصصة في العلوم البيولوجية والطب الرياضي والتكنولوجي والمرافقة النفسية والاجتماعية.
من جانبه ، أكد عميد كلية العلوم والتقنيات السيد أحمد الزغال، أن تنظيم الملتقى الوطني الأول في كلية العلوم والتقنيات حول التدريب الرياضي لم يأت بمحض الصدفة ولكن جاء كثمرة للمجهودات التي تقوم بها هذه المؤسسة الجامعية في الرقي بالمجال الرياضي بشكل عام، والرياضة الجامعية على وجه الخصوص.
وأضاف أن من بين هذه المجهودات تلك المتمثلة في توقيع الكلية لاتفاقية تعاون مع المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة على اعتبار أن الرياضة تمثل عاملا من عوامل التماسك الاجتماعي وترتبط بمجموعة من القضايا منها التربوية والصحية والإيديولوجية والمالية، وكذا جميع المكونات المعنية من المجتمع المغربي .
وأشار إلى أن أهمية الرياضة الجامعية لا تقتصر فقط على اكتشاف وتدريب المواهب، بل تكمن أيضا في الحفاظ على صحة مواطني الغد وفي تكوين أطر متخصصة ومؤهلة قادرة على المساهمة بشكل قوي في تطوير هذا القطاع الحيوي على المستوى الوطني، مبرزا أن الكلية وضعت استراتيجية للرقي بالرياضة الجامعية تعتمد على تحسين وتعزيز وتأهيل الموارد البشرية والتكوين الرياضي داخل المؤسسة، وتنظيم أنشطة رياضية بالفضاء الجامعي وتكوين النخب الرياضية الجامعية من أجل تمثيل فعال للمؤسسة في التظاهرات الجامعية الجهوية والوطنية والدولية.
وتهدف هذه التظاهرة العلمية والرياضية ، التي حضر افتتاحها رئيس المجلس الإقليمي لبني ملال وأساتذة جامعيون وباحثون مختصون في شؤون الرياضة يمثلون عددا من الجامعات المغربية والمعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة، إلى العمل على تطوير وتأهيل الرياضات الجامعية اعتبارا لدورها الريادي في اكتشاف المواهب وصقلها.
ويناقش المشاركون ، على مدى يومين، مواضيع علمية تتناول ، على الخصوص، ” التدريب الرياضي من جوانب متعددة” و ” العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيوميكانيكية للتدريب الرياضي” و ” الرياضات الفردية والجماعية وفنون القتال”.
