نظرا للدور الاستراتيجي الذي تلعبه مؤسسات دور الشباب في تأطير الشباب واحتضان هواياتهم وإبداعاتهم، أصبح من الضروري أن نجعل منها مؤسسة فاعلة ونشيطة ومؤثرة في الشباب، لتحقيق الدينامية الشبابية المساهمة في التنمية،
من خلال أنشطة نوعية تسهل التعبير والإبداع
والتنشئة الاجتماعية، وتساعد على تطوير أفضل للتماسك الاجتماعي، وجعل منها فضاء
لاكتشاف القدرات والمواهب، وتحقيق الاستقلالية الذاتية، وتعميق الوعي بالمسؤولية
القائمة على التوازن بين الحق والواجب ،وفق سيرورة تربوية مندمجة تفاعلية
وتشاركية، انسجاما مع مستجدات الدستور الحالي الذي خصص الباب الثاني لمقتضياته
للحقوق الأساسية والحريات العامة، الأمر الذي يجعلنا في استباق دائم للتجاوب مع احتياجات الشباب والاستماع لصوتهم
كضمانة لتعبيرهم عن قضاياهم وأولويات حاضرهم ومستقبلهم، من أجل توسيع خياراتهم في
المشاركة ودعمها.إنه التحدي الذي يتطلب مزيدا من الجهد
والمثابرة، لمسايرة هذه التحولات والبحث عن موقع ومكانة لدار الشباب، في سياق هذه
التحولات.
إن الحاجة اليوم
ملحة لبناء تصور تربوي، ينظم العملية
التربوية لدار الشباب لمواكبة احتياجات الحياة الجديدة للشباب، وان بلوغ هذا
المقصد يحتم البحث عن أجوبة خارج السياقات
المعهودة، أو البدائل الجاهزة التي أبانت
فشلها وعدم قدرتها على التجاوب مع الطلب الآني للمجتمع، لعدم قدرتها على تجديد وسائلها ومضامين أنشطتها، وبالتالي
ابتعادها عن الأدوار المطلوبة في ظل الظروف التي يجتازها المجتمع المغربي.
فكل هذه
التساؤلات تدفعنا لنعيد من جديد طرح
السؤال حول وظائف دار الشباب وأدوارها
المحلية، كمدرسة للتربية على قيم المسؤولية وتكريس الحقوق والتمرن على اجتياز امتحان
الحياة في مختلف المجالات التي تهم إعداد الفرد لأن يكون مؤهلا للعب دور المواطن،
وتعزيز الهوية الوطنية للشباب.
توجه
نحو المستقبل
عرفت العلاقة بين
الوزارة والجمعيات خلال العقد الأخير إرساء
شروط تنظيمية في تدبير الشأن التربوي باعتماد التعاقد كنهج جديد
يحدد طبيعة الشراكة في تنفيذ الخدمات
تربوية و أسلوب تدبيرها وهو ما يلزم الإدارة باختياراتها
وصوابها أمام الرأي العام كسلطة حكومية مكلفة بالشباب.
لذا فالنقاش
المطلوب اليوم حول دور الشباب يجب أن يحظى باهتمام بالغ موسع لإعادة إحياء
هذه المؤسسات والنهوض بوظائفها وتحسين أحوالها وخدماتها وذلك اعتبارا
لكون دار الشباب:
• الفضاء
التربوي الذي يحتضن كل البرامج والأنشطة التي تترجم السياسة الحكومية في مجال
استثمار الوقت الحر للشباب والأطفال بما يفيد في تكوينهم الشخصي
.
• دار الشباب
المركز الأول لنشاط الجمعيات وميدانا تلتقي فيه الطاقات الشابة لربط الاتصال
وتبادل الخبرات والتجارب.
لذا فان الرهان على دار الشباب كفضاء
للتنمية المحلية يفصح عن جملة من الدلالات والمؤشرات التي تقتضي وضع دار الشباب في
قلب عملية التنمية، الأمر الذي يتطلب ترتيبا جادا وجديدا لهذا الفضاء
وإعادة توزيع ادوار الفاعلين وتنظيمها
وتحصينها بالقوانين وتدبير فضائها بما يستجيب للانتظارات الحقيقية للشباب المغربي.
ومن أجل تحقيق
هذه الأهداف:
•
فإن الوزارة وعبر مؤسسات الشباب
والطفولة عليها أن تقود سياسة وطنية ، وفق مخطط تأهيلي للوصول إلى إحداث جامعة
وطنية لمجالس تدبير دور الشباب.
• اعتبارا لكون
مؤسسة دار الشباب المؤسسة التربوية التي تحتوي أنشطة الجمعيات بمختلف مشاربها
وتنوعها .
.
• إعطاء إمكانيات
جديدة للجمعيات والشباب من اجل المساهمة والمشاركة في تدبير هذه المؤسسة وفق منظور
جديد محليا جهويا ووطنيا وانسجاما مع
مقتضيات الدستور.
• تحديد طبيعة ونوع
الجمعيات التي تعمل وفق أهداف واختصاصات الشباب والرياضة في إطار سياستها
اتجاه الطفولة والشباب والمرأة وتخفيف العبء على الوزارة في تحديد
الجمعيات التي تندرج ضمن اختصاصها وليس
اختصاصات أخرى ذات طابع مهني أو تخصصي اخر.
• إعطاء تمثيلية
أكثر و أوسع للأنشطة الشباب والطفولة عوض
تشتتها عبر مجموعة من الهياكل فدار الشباب تختزل كل الأنشطة والبرامج الموجهة
للشباب.
• توجيه العمل مع
الشباب في إطار قناة واحدة يسهل معها توحيد الجهود واستثمار امثل للنتائج.
• إعطاء نفس جديد
لوظائف وادوار دور الشباب كقطب محلي لأنشطة الشباب في مجال الترفيه والثقافة
والرياضة تنخرط فيه كل الفعاليات الشبابية وفق مقاربة
تشاركية تعزز مشاركة الشباب
في تحمل المسؤولية وتدبير شانهم المحلي.
أهمية المقترح في دعم توجهات الوزارة في مجال الشباب:
• تعزيز
مشاركة وتمكين الشباب داخل المجتمع وفق ما جاء به الدستور الحالي والتصريح
الحكومي .
• إعطاء وضع
اعتباري لمكانة الشباب في الخطاب السياسي والبيداغوجي للوزارة
• إيجاد مجال مشترك
ومهيكل لانطلاق الوزارة في مشروعها التاهيلي مع الجمعيات تكون دار الشباب قاعدته
الميدانية ومنطلق لتعبئة الجمعيات على مشروعها الوطني للنهوض بأنشطة الشباب.
• جعل الإمكانيات البشرية التي تتوفر عليها الجمعيات
قوة منتجة داخل دار الشباب من جهة وإعطاء مفهوما جديد ا لتا طير دار
الشباب بذل إسقاط كل مسؤولية
التاطير على الوزارة
ان أهداف هذا التأهيل
يجب ان تسهم فيه الجمعيات لإنجاح دار الشباب وفق مشروع مشترك واضح وموحد ، إن التطوير ليس
مهمة واحدة بل انه مهمتان تنتميان لبعضهما وتؤثران في بعضهما
1 - تطوير
الإدارة لضمان صحتها وبقائها
2- تطوير
العنصر البشري لضمان صحة انجاز الأفراد في قدرتهم كأعضاء في العملية
التربوية من اطر الإدارة واطر الجمعيات .
المشروع المحلي
المشروع المحلي
عبارة على عقد تربوي واجتماعي يحدد تدخلات دار الشباب في الجوانب والمرتكزات التي
تأسست من أجلها، ويأخذ بالحسبان كل مناحي الحياة الراهنة والمستقبلية وحاجيات
وانتظارات الشباب وهو الوثيقة التي تصوغ مجالات اشتغال دار الشباب وتحدد الأهداف
والإجراءات المتعلقة بالانجاز والتقييم
أهداف المشروع
المحلي
يحدد الأهداف
والتوجهات وطريقة العمل ومدة الانجاز وفق مقاربة تشاركية ومرجعية تحدد القيم
والإجراءات والشركاء والمتعاونين
والداعمين للمشروع .
الشبكة
المحلية من أجل دعم دار الشباب
حتى يتمكن فضاء
دار الشباب من إنجاز وتنفيذ برامج المشروع المحلي يمكن أن يتعاقد مع مجلس دار
الشباب وأن يحدث شبكة من الأشخاص المعنويين والماديين المهتمين بقضايا الشباب
والمتحفزين لمد يد المساعدة والدعم لتفعيل
أنشطة المشروع المحلي والتي بإمكانها أن تسهل العلاقة مع السلطات المحلية
والجماعات المنتخبة والفاعلين الاقتصاديين
لدعم المشروع المحلي لفضاء دار الشباب
كما أن للشبكة
دور أساسي في خلق مناخ التعاون على مساحات مختلفة
لإنجاز برامج دار الشباب.
الضمانات
إن الرهان الأخير
على التزام الجمعيات بالتقيد بشروط الحكامة في تدبير الشأن التربوي هو
تأكيدهم على اعتماد النزاهة والشفافية
المرتبطتين بالسمعة والأخلاق التي يجب أن تكون رمزا في ما يقدموه من خدمات
تربوية وتنعكس على أسلوب تدبيرهم لأن هذه العملية تلزم الإدارة
باختياراتها وصوابها أمام الرأي العام
كسلطة حكومية مكلفة بالشباب